الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في ظل انتشار مفزع للبطالة مهندسون واساتذة يعانون التهميش وقصص غريبة تروي المعاناة

نشر في  13 جويلية 2016  (10:39)

نشر البنك الدولي للمعلومات والموارد البشرية إحصائيات لعدد العاطلين عن العمل في تونس من أصحاب الشهائد العليا حسب الولايات والمعتمديات بمختلف جهات الجمهورية.
وكشفت الارقام عن وجود 226769 عاطلا عن العمل من أصحاب الشهائد العليا بتونس، واحتلت قفصة المركز الاول من حيث عدد المعطلين بـ 16241 تليها ولاية قابس بـ 15885 ثم تونس العاصمة بـ 13574 معطلا بينما كان اقل عدد أصحاب الشهائد المعطلين في ولاية توزر 2963، في حين اعتبر اتحاد المعطلين عن العمل أن عدد المعطلين من أصحاب الشهادات العليا يقدر بـ 340 ألف حامل شهادة جامعية.
ولهذا السبب تحديدا، نجد عديدا من حاملي الشهادات العليا ومن بينهم المتفوقين في شتى الاختصاصات، يعملون في مجالات بالكاد تكفيهم لتسديد نفقاتهم اليومية كالأكل والشرب والتنقل.

المهندس معز الرياحي: فرحة سرعان ما تحولت لشعور بالقهر

منذ 4 سنوات ودّع الشاب التونسي معز الرياحي أبواب الجامعة بعد أن نال شهادته العليا في الهندسة المدنية، لكن فرحته سرعان ما تحوّلت لحزن وشعور عميق بالقهر بعد رحلة بحث مضنية عن شغل في اختصاصه قضاها متنقلاً بين ريف «البطرية» بمحافظة زغوان شمالاً وتونس العاصمة، لينتهي به المطاف كراعٍ للغنم في الجبال براتب شهري لا يتجاوز 150 دينارا حتى يعيل نفسه وعائلته المكونة من 5 أفراد.
وقال الرياحي ان دوافع امتهانه رعي الماشية وتخليه عن حلم الهندسة قائلاً: «الفقر كافر والجوع كافر، كنت مجبراً على التخلي عن كبرياء أي شاب في عمري وتعليمي الجامعي، وأن أطوي صفحة من عمري قضيتها في دراسة الهندسة وأبحث عن أي مصدر للرزق، فالخيارات تقريباً منعدمة والنشاط الوحيد المتاح في بلدتي الريفية هو الرعي».
كما قال معز إن شعوره بالحزن يتضاعف  كلما رأى زملاءه في نفس معهد الهندسة يعملون في مؤسسات عمومية أو شركات خاصة للمقاولات، بعضهم يملك الآن سيارة وآخرون تحسّنت ظروفهم المادية وقرروا الزواج وتكوين أسرة ومسكن لائق، أما هو فظل يعيش حياة البدو متنقلاً بين المساحات العشبية برفقة نحو 150 رأساً من الغنم في الجبال، «مثله مثل أي راعٍ آخر لم تطأ قدماه قط أبواب المدرسة»، على حد تعبيره.

انتحار أستاذ جامعي بعد ايقافه من قبل الشرطة

أشعل الأستاذ الجامعي عماد الغانمي، النار في جسده ممّا أسفر عن وفاته متأثرا بجروحه، بعد أن أوقفته الشرطة التونسية واحتجزت لعب الأطفال التي كانت بحوزته لبيعها والحصول على الرزق بواسطتها.
وكان عماد الغانمي تعرض لاحتجاز السلع الخفيفة للتجارة بها خلال فترة العيد من قبل الشرطة ، أثناء توجهه لمنطقة الحنشة، ممّا دفع الغانمي لشراء البنزين وإحراق نفسه.
وتم ايقاف الغانمي عن العمل كما رفضت سلطة الإشراف وهياكل الوزارة تجديد عقده كمساعد بالجامعة بعد عمله بهذا المنصب لمدة 4 سنوات، فأراد الحصول على قوت عائلته المكونة من الزوجة وثلاثة أطفال، من خلال بيع الألعاب.
وعلى ضوء هذه الحادثة المؤلمة، أصدرت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، بيانا تناولت فيه حركة «الانتحارالاحتجاجي» التي أقدم عليها المواطن عماد الغانمي.
فيما وصفت النقابة الحادث بأنها «مأساة» نظرا لأن المتوفى لم يجد حلا آخر لتوفير قوت عائلته وهو أب لثلاثة أبناء، مطالبة بالتحقيق في ظروف وملابسات الحادث ومحاسبة من أجرم في حقه وتوفير الرعاية لعائلة «شهيد الأزمة» على حد تعبيرها.

أستاذة رياضيات تعمل راعية أغنام

تداولت القنوات وسائل الاعلام والقنوات التلفزية، تقريرا حول مواطنة تدعى زينة الكعبي متحصلة على الاستاذية في الرياضيات منذ 10 سنوات و تعمل راعية اغنام.
زينة أصيلة معتمدية حمام الزريبة من ولاية زغوان يئست من العمل في اختصاصها اضافة الى ظروفها الاجتماعية الصعبة فقررت العمل كراعية اغنام لتعيل عائلتها ضعيفة الحال.
وقالت زينة الكعبي خلال تصريحات سابقة، إنه عرض عليها تقديم رشوة لايجاد عمل صلب مجالها غير أنها رفضت رفضا قاطعا، مؤكدة أنها ستزاول عملها كأستاذة من خلال مناظرة عادلة أو ستواصل رعيها للاغنام.

 

نضال الصيد